آيتاش دوغان عازف القانون التركي وأحد رموز الموسيقى الشرقية موقع مقاماتنا

آيتاش دوغان عازف القانون التركي وأحد رموز الموسيقى الشرقية

يُعَدّ آيتاش دوغان واحداً من أبرز الموسيقيين على مستوى العالم في مجال العزف على آلة القانون، تلك الآلة الشرقية الساحرة التي طالما ارتبطت بالتراث الموسيقي العربي والتركي على حدٍ سواء. ولد دوغان في مدينة بورصة بتركيا، ونشأ في أسرة فنية شجعته على حب الموسيقى منذ الصغر. وفيما يلي نستعرض مسيرة هذا العازف المبدع، وأهم إنجازاته الموسيقية، وأسلوبه الفريد الذي جعل اسمه يتردد على خشبات المسارح في مختلف أنحاء العالم.

نشأة آيتاش دوغان والمسيرة الفنية المبكرة

بدأت رحلة آيتاش دوغان في عالم الموسيقى في سنّ مبكرة عندما شجعه أفراد عائلته على تعلّم العزف على آلة القانون. تُعرف مدينة بورصة بتنوعها الثقافي والفني، ما أتاح له فرصة الانخراط في فرق موسيقية محلية وتعلّم أسس المقامات الشرقية وأنماط العزف التركي. تأثّر دوغان في بداية مشواره بأعلام الموسيقى التركية والعربية، مثل مُنير بشير وجورج ميشيل، الأمر الذي ساهم في تشكيل أسلوبه الموسيقي المتنوع.

ومع مرور الوقت، أظهر دوغان تفوقاً واضحاً في العزف على القانون، إذ استطاع بفضل موهبته الفذّة وإخلاصه للتدريب المستمر أن يطوّر مهاراته التقنية بشكل استثنائي. وفي فترة وجيزة، ذاع صيته بين العازفين الأتراك باعتباره موهبة واعدة تحمل في جوانبها شكلاً خاصاً من التعبير الموسيقي.

تميّز أسلوب العزف عند آيتاش دوغان

تنبع خصوصية أسلوب آيتاش دوغان من جمعه بين التقنيات التقليدية والتركية الحديثة في آن واحد. فهو يتمتع بسرعة بديهة عالية وقدرة على التلاعب بالأوتار بدقة، بالإضافة إلى حس موسيقي مرهف ينعكس في طريقة ارتجالاته على المسرح. وترتكز تقنية دوغان على:

  1. الارتجال الموزون: يعتمد دوغان في كثير من الأحيان على الارتجال في عزفه الحي، فيمنح الجمهور فرصة الاستمتاع برحلة صوتية غنية بالألوان والألحان.
  2. استخدام المؤثرات الصوتية: يتلاعب بأصوات القانون من خلال العزف باستخدام ريشة القانون بشكل مختلف، ليخلق طبقات صوتية متداخلة تضفي تنوعاً على الأعمال التي يؤديها.
  3. المقامات الشرقية والأنماط التركية: يعد إتقان دوغان للمقامات الشرقية والتركية أحد أبرز جوانب تميزه. إذ يمزج بين هذه المقامات ليعطي عمقاً موسيقياً يلامس وجدان المستمعين.

مشاركاته في الفرق الموسيقية والمشروعات العالمية

لم يقتصر نشاط آيتاش دوغان على العزف الفردي فحسب، بل تعداه إلى تكوين شراكات موسيقية مع أسماء لامعة في عالم الموسيقى الشرقية والعالمية. ومن أبرز مشاركاته:

  • فرقة تَقسيم تريو (Taksim Trio): شكّل دوغان مع كلٍّ من الموسيقيَّين الشهيرين حسين شنلنديريتشي (على الكلارينيت) وإسماعيل تنشبيليك (على العود) مجموعة موسيقية حملت اسم “تَقسيم تريو”. وقدّم هذا الثلاثي عروضاً موسيقية مبهرة جابت العالم، وحققت ألبوماتهم نجاحاً كبيراً بفضل المزج الفريد بين الآلات الموسيقية الشرقية.
  • مشاركات دولية: ظهر دوغان في العديد من المهرجانات الموسيقية العالمية، مثل مهرجان جرش في الأردن ومهرجان قرطاج في تونس، وحصد إشادة واسعة من النقاد والمستمعين.
  • التعاون مع مطربين وموسيقيين عالميين: ساهم دوغان في تسجيل مقطوعات موسيقية مع أسماء معروفة في عالم الموسيقى الشرقية والغربية، مع الحفاظ على أصالة النمط الشرقي الذي يتميز به القانون.

تأثير آيتاش دوغان على الموسيقى التركية والعربية

لا شكّ أن البصمة التي تركها آيتاش دوغان في مجال الموسيقى الشرقية أصبحت مرجعاً مهماً للجيل الجديد من عازفي القانون. فهو لا يكتفي بتقديم عروض موسيقية وحسب، بل يحرص أيضاً على ورش العمل والمحاضرات التعليمية، ما يسهم في نشر فن العزف على القانون على نطاق أوسع. ويعتبره كثيرون أيقونة فنية نجحت في تطوير الآلة الشرقية وتحويلها إلى أداة تعبير عالمية.

سبب شهرته العالمية

تعود شهرة دوغان العالمية إلى جوانب عدّة تتضمن:

  1. تفرده الأسلوبي: تمكن دوغان من تطوير طريقة عزف خاصة به، تجمع بين الدقة في أداء المقامات والتعبير العاطفي العميق.
  2. الجولات العالمية: توالت مشاركاته في المهرجانات والحفلات الموسيقية خارج تركيا، ما أكسبه قاعدة جماهيرية كبيرة من محبي الموسيقى الشرقية.
  3. التنوع في التعاونات الفنية: انخراطه في مشاريع مع فنانين مختلفي الخلفيات والثقافات ساهم في إبراز آلة القانون على الساحة الموسيقية العالمية.

إن الحديث عن آيتاش دوغان عازف القانون التركي يفتح أمامنا نافذة لاستكشاف جماليات الموسيقى الشرقية وتنوعها الثقافي. لقد استطاع هذا الفنان أن يعزف لنفسه مكانةً لا يُستهان بها في قلب المشهد الفني العالمي، بفضل موهبته وجهوده المستمرة للحفاظ على أصالة القانون وتطويره.

منشورات اخرى