الموسيقى العربية تمتاز بنظامها اللحني الفريد الذي يعتمد على 24 نغمة في الديوان (الأوكتاف) الواحد، مما يميزها عن الموسيقى الغربية التي تستخدم 12 نغمة فقط. يعتمد هذا النظام على المقامات الموسيقية التي تشكل أساس التلحين والتقاسيم في الموسيقى العربية، وذلك باستخدام الربع تون، وهو الفرق الدقيق بين النغمات الذي يمنح الموسيقى العربية عمقها العاطفي وتعبيرها المميز.

لكن ما يثير الاهتمام أكثر هو أن هذه 24 نغمة ليست لها أسماء ثابتة فقط، بل يمكن أن يكون لكل نغمة أسماء متعددة حسب السياق المقامي والموقع في الأوكتاف. هذا يعني أن نغمة معينة قد تحمل اسمًا مختلفًا عند عزفها في ديوان مختلف أو عند استخدامها في مقام معين.

في هذا المقال، سنتعرف على أسماء النغمات في الموسيقى العربية، وكيف يمكن أن يتغير الاسم بناءً على السلم المستخدم أو الطبقة الموسيقية.

فهم النظام النغمي في الموسيقى العربية

يتم تقسيم الديوان في الموسيقى العربية إلى 24 نغمة، وكل نغمة منها قد تحمل أكثر من اسم حسب موقعها في السلم الموسيقي. الفرق بين النغمات يعتمد على مسافات الربع تون، مما يسمح بإنتاج ألوان موسيقية يصعب تحقيقها في الموسيقى الغربية.

التأثيرات التركية والفارسية على أسماء النغمات

تاريخ الموسيقى العربية غني بالتداخل الثقافي، حيث تأثرت الموسيقى العربية بالموسيقى التركية والفارسية، لا سيما خلال الفترات العثمانية والعباسية. نتيجة لذلك، العديد من أسماء النغمات التي نستخدمها اليوم جاءت من اللغة التركية أو الفارسية، وأصبحت جزءًا لا يتجزأ من نظام المقامات العربية. على سبيل المثال، نجد أسماء مثل "عشيران" و"بوسليك" و"نوا" و"جهاركاه"، والتي تعود أصولها إلى الموسيقى الفارسية والتركية، لكنها أصبحت شائعة في الموسيقى العربية عبر العصور. هذا الامتزاج الموسيقي ساعد في إثراء نظام المقامات والتعبيرات اللحنية، مما جعل الموسيقى العربية أكثر تنوعًا وعمقًا.

أسماء النغمات في الموسيقى العربية

فيما يلي أسماء بعض النغمات الأساسية التي تشكل الديوان، مع الأسماء الأخرى التي قد تُعرف بها النغمة عند تغيير موقعها في السلم الموسيقي:

• نغمة الدو :

• نغمة الري :

• نغمة المي :

• نغمة الصول :

• نغمة اللا :

• نغمة السي :

كما نرى، قد تتغير أسماء النغمات بناءً على موضعها في السلم الموسيقي أو استخدامها في مقام معين.

قلة استخدام هذه الأسماء في الموسيقى الحديثة

على الرغم من وجود أسماء متعددة للنغمات في الموسيقى العربية، إلا أن استخدامها الفعلي في التعليم والتأليف الموسيقي ليس شائعًا كما قد يتوقع البعض. يرجع ذلك إلى التعقيد الكبير في حفظ واستيعاب هذه الأسماء، خاصة مع وجود 24 نغمة في الأوكتاف الواحد، لكل منها أكثر من اسم حسب الطبقة والمقام. لهذا السبب، يعتمد معظم الموسيقيين على الأسماء الأساسية للنغمات أو على الترميز الغربي عند التدريس أو كتابة التدوين الموسيقي، مع الإشارة إلى الاختلافات الربع تون فقط عند الضرورة. ومع ذلك، لا تزال هذه الأسماء جزءًا من التراث الموسيقي العربي التقليدي، ويجري استخدامها في بعض الأوساط الموسيقية المتخصصة.